روائع مختارة | روضة الدعاة | مدن وبلدان | المسلمون في.. صربيا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > مدن وبلدان > المسلمون في.. صربيا


  المسلمون في.. صربيا
     عدد مرات المشاهدة: 15917        عدد مرات الإرسال: 0

لا تزال مشاكل المسلمين الألبان عالقة، فهم يعيشون في جزر منعزلة وسط بحر متلاطم من الصرب الأرثودوكس.

ولا تزال المخاوف ماثلة في الأذهان، وشبح الحرب يخيم على الجميع، فقد قطعت أرضهم، ووزعت غنيمة بين الأعداء.

وتشتت الألبان بين دول الجوار، وكان الخيار الحلم أن تعود بلادهم إليهم، عبر ألبانيا الكبرى..

الحلم الذي ليس من السهل تحقيقه في ظل المعطيات والأحداث المتسارعة في المنطقة، والحروب المتتالية، وانتهاكات حقوق الإنسان.

 لن نتحدث هذه المرة عن المعاناة الألبانية بشكل عام، وإنما سنلقي الضوء على إحدى المناطق الألبانية المسلمة في جنوب دولة صربيا، والتي يقطنها مسلمون ألبان وهي محافظات "بريشيفا وبويانوفاتس ومدويجا"، والتي يحب أن يطلق عليها ألبان جنوب صربيا بـ"كوسوفا الشرقية".. وهي منطقة توجد شرق كوسوفا وجنوب صربيا وغرب مقدونيا.

 للتعرف على تلك المنطقة المنسية من بلاد المسلمين، وللتعرف على آلامهم وآمالهم.. كان اللقاء مع الشيخ جمال الدين حساني مفتي المناطق الثلاث، والمشرف على جمعية المعرفة الثقافية الخيرية:

 ** نأمل من فضيلتكم تسليط الضوء على جذور مشكلة "بريشيفا وبويانوفاتس ومدويجا" التي لا يكاد يعرفها الكثير من المسلمين؟

- في جنوب دولة صربيا حاليًا توجد ثلاث محافظات مسكونة بالألبان "بريشيفا وبويانوفاتس ومدويجا". فخلال حكم الدولة العثمانية كانت هذه المحافظات تابعة لكوسوفا، وقد كانت بريشيفا أثناء الحكم العثماني مركزًا لهذا الإقليم، وقد كان يطلق عليها (مركز جوبا).

 وبعد انعقاد اجتماع برلين في عام 1878م الذي قسم الحدود بين صربيا وكوسوفا، كانت توجد منطقة تسمى ريستوفس بين مدينة ورانيا وبويانوفاتس، والتي تدخل ضمنها المحافظات الثلاثة بريشيفا وبويانوفاتس ومدويجا، مما يدل أنها كانت تابعة لكوسوفا.

 وقبل وخلال الحرب العالمية الثانية قام الصرب بطرد الألبان الذين يقطنون تلك المنطقة؛ مما تسبب في هجرة العديد منهم إلى مقدونيا.

 وقد قامت الحكومة الصربية للمرة الثانية بعد الحرب العالمية الثانية بفصل هذه المحافظات (بريشيفا وبويانوفاتس ومدويجا) من كوسوفا، وضموها إلى صربيا، وحتى الآن لم يتم إيجاد حل لقضية كوسوفا الشرقية.

وعلى هذا الأساس طالب المواطنون الألبان الذين يعيشون في تلك المناطق باستعادة أراضيهم، وحملوا السلاح وخرجوا في الجبال للمطالبة باستعادة حقوقهم وحرياتهم، ولكن لم تنجح أي من تلك المحاولات، وظلت تلك المناطق تحت الحكم الصربي إلى الآن.

 ** كيف كانت الظروف التي يعيشها المسلمون الألبان في كوسوفا قبل التقسيم ثم بعد أن صارت مجزأة؟

- هناك تعاون مستمر بين الشعب الكوسوفي وإخوانهم في كوسوفا الشرقية رغم ما يمثله ذلك من خطر عليهم لكونهم يعيشون تحت سيطرة الصرب، ويحصل الشعب الألباني في كوسوفا الشرقية على مصدر عيشه من المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية.

 قبل الحرب العالمية الثانية كان الصرب ينهبون كافة أملاك المواطنين الألبان وأرضهم الزراعية التي كانوا يعيشون منها، وذلك بهدف طرد الألبان من المنطقة ليستوطن الصرب فيها، ورغم كل هذا العنف الذي قام به الصرب إلا أن المواطنين الألبان تحملوا ذلك؛ لأنهم يعرفون أن هذا وطنهم وأرضهم وأنه لا بد أن يأتي اليوم الذي تعود فيه إليهم حقوقهم وحرياتهم.

 وبعد الحرب العالمية الثانية فصلت هذه المناطق وبشكل محكم عن الأراضي الألبانية كما فصلت كوسوفا ومقدونيا لتكون تحت حكم ظالم، فتارة تتبع لمحافظة فرانيا وتارة لسكوفتيس.

 وقد أنصب القهر الشيوعي على هذه الأقلية خاصة بعد أن قوي الصرب؛ ففي عام 1966م نزح إلى تركيا عدد كبير من سكان هذه المناطق. (ويقال إن عدد الألبان الموجودين في تركيا من أبناء هذه المناطق يعادل عدد الألبان الموجودين في المناطق نفسها).

وقد استمر النزوح من تلك المناطق بسبب الاضطهاد المستمر، والمتمثل في المراقبة المستمرة للنشاطات الثقافية والسياسية وملاحقتها، والفقر الشديد وإغلاق كافة طرق تنمية المجتمع الألباني.

 ** هل في منطقتكم ديانات أخرى غير المسلمين؟

- فيما يتعلق بالديانات الموجودة في المنطقة نستطيع القول إنه لا يوجد بها سوى المسلمين فهم امتداد للشعب الألباني بكوسوفا ومقدونيا، لهم نفس اللغة ونفس التقاليد والديانة، والشيء الوحيد الذي يختلفون فيه هو أن الحكومة الصربية حكمتهم لسنوات طويلة مثل الشعب الألباني في مقدونيا.

 ** البلقان ما بعد الحرب الأخيرة هل لا تزال حالة الخوف قائمة لدى الشعوب المسلمة هناك؟

- مع الأسى والأسف صار لنا سبع عشرة سنة نعاني من الحرب، وبعد هذا الزمن لا نستطيع أن نقول إننا محررون، ما زال الخوف عند شعوب البلقان وخاصة المسلمين في البوسنة والهرسك وفي كوسوفا، وفي كوسوفا الشرقية، ومع الأسف في العام 2001م وقعت حرب بين جيش التحرير الألباني في كوسوفا الشرقية والقوات الصربية، وانتهت هذه الحرب دون أي نتيجة.

 ما زال الشعب في بلادنا يعاني من الخوف ومشاكل عديدة من الجيش الصربي، فقد قامت مؤخرًا مظاهرات في بريشيفا ضد سيطرة الحكم الصربي، وأريد أن أوضح أنه يوجد في المحافظات الثلاث التي نعيش فيها رغبة جامعة للانفصال والاستقلال عن صربيا.

كما استقلت باقي دول الاتحاد اليوغسلافي عن صربيا، فقد كان لدينا استفتاء في عام 1992م لنحدد هل ننضم لكوسوفا أم لا؟ وشعبنا الألباني الذي تبلغ نسبة المسلمين فيه 97% يريد أن ينضم إلى كوسوفا؛ لأننا ألبان، ودائمًا أملنا بالله أن نعيش في دولة واحدة تسمى ألبانيا.

 ** هل هو صراع صامت، وتضييع لحق المسلمين في التواجد؟

- الحرب في البلقان تجري منذ أن خرجت القوات العثمانية من البلقان، منذ مائة سنة والألبان والصرب في حرب دون نتيجة، والمرة الوحيدة التي نستطيع أن نقول بدأنا نشعر بالحرية في سنة 1999م، حين خرجت القوات الصربية مهزومة من كوسوفا، ولكن هذا الصراع يتجدد دائمًا.

 لا نستطيع أن نقول إن هذا الصراع توقف لأنَّ صربيا دائمًا تقول: إن كوسوفا جزء لا يتجزأ منها، وهذا الشيء غير صحيح؛ لأن كوسوفا لم تكن جزءًا من صربيا في يوم من الأيام، وإنما صربيا سيطرت على كوسوفا بالحرب، واحتلت كوسوفا قبل قرن من الزمان.

 وأؤكد أن كوسوفا لم تكن تحت السيطرة الصربية، ولكن سياسة الصرب الداخلية والخارجية دائمًا تدّعي أن كوسوفا جزء من صربيا، ولكن الواقع ليس كذلك، وهذا مجرد ادِّعاء ونحن نؤكد على أنها لم تكن -أبدًا- جزءًا من صربيا، وإنما كانت محتلة من صربيا.

 ** نأمل تسليط الضوء على الوضع الاقتصادي الذي يعيشه المسلمون في جنوب صربيا؟

- الوضع الاقتصادي للمنطقة وخاصة في بريشيفا بويانوفاتس ومدويجا صعب جدًّا، ونسبة البطالة مرتفعة، ولا يجد عملًا إلا 10% فقط من سكان المنطقة التي تعدّ طاردة للسكان كل الشركات التي كانت من قبل موجودة أغلقت أبوابها لضعف الاستثمار.

والحل الوحيد للسكان الألبان هو الهجرة إلى الدول الأوربية مثل سويسرا والنمسا وألمانيا. والوضع الاقتصادي للألبان في هذه المدن صعب جدًّا؛ فكثير من الأعمال الحكومية مقصورة على الصرب فقط، أما الألبان فليس لهم الحق في تلك العمال، لذا تجد أكثرهم يعملون في الزراعة والرعي والتجارة.

 ** هل الأوضاع الأمنية في منطقتكم بعد الاستقرار النسبي لكوسوفا بعد حرب عام 99 أفضل من ذي قبل؟

- الآن بعد الحرب تعتبر الأوضاع أفضل قليلًا بالنسبة لنا؛ لأن صربيا ليست كما كانت في يوغسلافيا السابقة، كانت صربيا ومقدونيا قويتين وكان الألبان يعانون كثيرًا من صربيا ومقدونيا، ولكن الآن بالنسبة للأمن أفضل قليلًا للألبان.

 ** يقال إن التذويب على قدم وساق لأبناء المسلمين، هل يعني ذلك أنه توجد حرب صامتة على الهوية والانتماء؟

- الحرب بين الثقافات كانت -وما زالت- بين الثقافات والأديان، ونستطيع أن نقول: إن هذه الحرب مستمرة قبل وأثناء وبعد حروب البلقان المتلاحقة، ولكن مع وجود القوات الدولية في مختلف دول البلقان، ووجود المنظمات الإنسانية والثقافية والتنصيرية واليهودية وغيرها، فقد أصبح الأمر يحتاج إلى وقفه جادة وعمل دءوب؛ لأن الكل يعمل بجد لترويج ثقافته وديانته بين شعوب البلقان، فتغيير الثقافات والأديان يأتي بالعمل.

فإذا عملنا نحن سنكون الأقوى؛ فالشعب الألباني ودول البلقان ينتمون إلى أوربا، وفي أوربا يوجد ما يقارب 35 مليون مسلم، وأوربا بدأت تنفتح على الأديان، وهناك مناداة بحرية الأديان والثقافات، فإذا عملنا بشكل جيد فإن نسبة المسلمين سوف تزيد في أوربا، وبدلًا من أن نشتكي من الغزو الفكري والثقافي للآخرين، علينا أن نبادر ونعمل بشكل جاد.

 ** وماذا عن وضعكم ككانتونات ألبانية وسط أغلبية صربية؟

- وضع بريشيفا بويانوفاتس ومدويجا مستقر نسبيًّا؛ ففي بريشيفا يعيش 95% من الألبان مسلمون، وفي بويانوفاتس 65% وفي مدويجا 35%، وبالرغم من الصعوبات التي نواجهها بسبب وجود أحزاب عنصرية ليست منفتحة في صربيا، إلا أننا -بحمد الله- نمارس شيئًا من حقوقنا الاقتصادية والاجتماعية والدينية، ونأمل أن يكون وضعنا جيدًا في المستقبل.

 ** وماذا عن دور الأوقاف الإسلامية والعمل الخيري في بريشيفا بويانوفاتس ومدويجا؟

- الأوقاف في منطقتنا تعد قليلة جدًّا رغم أن الواقفين في تلك المناطق كانوا قبل الحكم الشيوعي يهبون الكثير من الأوقاف، ولكن النظام الشيوعي أخذ أكثرها، وحتى الآن لم يُرد شيء من تلك الأوقاف، وبالنسبة لهم الأمر صعب جدًّا أن ترجع هذه الأوقاف.

ويتمنى المسلمون في المستقبل أن يعود ولو جزءًا مما بقي منها، ولكن لم يبق منها إلا القليل جدًّا. ولقد وكّلت محاميًا لاتخاذ إجراءات قانونية لإرجاع ما يمكن إرجاعه، ولكن في الحقيقة الأمر مكلف جدًّا، ويحتاج إلى دعم مادي كبير، ولكن لو عادت بعض تلك الأوقاف سيكون مردودها كبيرًا علينا، وأثرها فعالًا.

خصوصًا أنه يوجد لدينا ما يثبت تلك الأوقاف، ويوجد في الدولة قانون لإعادة جميع الأوقاف الخاصة بالمساجد والكنائس، ونحن نأمل قريبًا أن يتم ذلك.

 ** هل يشعر المسلمون الألبان بالاستقرار بعد حروب متعددة؟ وهل للقوات الدولية دور في ذلك؟

- الاستقرار صعب لأن المشاكل صعبة ومعقده، والأمم المتحدة والقوات الدولية لا تسعى من خلال وجودها على الاستقرار الذي لن يتحقق إذا أخذت كل دولة نصيبها، والآن يسعى الألبان إلى الاستقلال عن صربيا، وهذا ليس الحل الوحيد.

فالحل من وجهة نظر الألبان هو توحيد البلدان والأقاليم التي تحوي أصولًا ألبانية في دولة واحدة وتسمى ألبانيا؛ لأن الشعب الألباني اليوم مشتت بين دول الجوار، فجزء في صربيا، وجزء في مقدونيا، وجزء في الجبل الأسود، وجزء في اليونان. وأملنا في الله ثم في الأمم المتحدة أن يدركوا أن الألبان لهم مشكلة، ويجب حلّها.

 ** وماذا عن دور "الاتحاد الإسلامي للمناطق الثلاثة"؟ هل له دور فاعل في تقديم الخدمات للمسلمين هناك؟

- الاتحاد له دور كبير ونستطيع أن نقول: إن عندنا أئمة وشيوخًا يقومون بدورهم كما يجب بحمد الله تعالى، فبعضهم يدرسون في المعاهد الدينية وفي المدارس الحكومية. ونستطيع أن نقول: إنّ أملنا أكبر في هذا المجال، فأطفالنا يدرسون المواد الدينية في المدارس الحكومية، وهذا شيء جيد؛ لأنه في يوغسلافيا القديمة من 45 سنة كانت المواد الدينية في المدارس اليوغسلافية لا تدرَّس.

والآن بدأ قبل ست سنوات تدريس المواد الدينية في المدارس الحكومية، ولنا دور جيد في هذا المجال، ونأمل في المستقبل أن يكون الوضع أقوى وأحسن، سواء في المواد الدينية أو في المواد الأخرى.

 ** المشيخة الإسلامية متعددة الأدوار، نأمل تسليط الضوء على دورها؟

- المشيخة الإسلامية لها دورها الجيد في العمل الدعوي وفي الإعلام، ونحن عندنا مجلة تسمى "إدنتْ تيتدْ" توجَّه لهذه المدن الثلاثة، ولنا دورنا في السياسة والاقتصاد، ودورنا في الشئون الدينية والنشاط الحياتي العام لتقوية شوكة المسلمين، وهناك جهود لتفعيل دور المسجد بحيث لا يكون مقصورًا على صلاة الجمعة.

 ** هل تحاولون الاستفادة من الإعلام في الدعوة لما له من دور كبير، وأعني الإذاعة والتلفزيون، وشبكة الإنترنت؟

- أما عن دور الإعلام في الدعوة إلى الله في المحافظات التي تشكل كانتونات مسلمة في صربيا له دور بالغ الأهمية، ولكن يحتاج الكثير من الدعم المالي، فنحن لا نتلقى دعمًا من أحد للقيام بمشاريعنا، والدعم الإسلامي موجَّه إلى المدن الكبرى في البلقان.

حتى المجلة "إدنتْ تيتدْ" لا نستطيع أن نخرجها كما نريد؛ لأننا لا نستطيع أن نوفر المال اللازم لذلك. نحن فكّرنا أن نفتح إذاعة أو قناة دينية ولكن أوضاعنا الاقتصادية صعبة جدًّا فلا نستطيع.

وأملنا كبير -إن شاء الله- في المستقبل أن نفتح إذاعة وتلفزيونًا دينيًّا؛ لأن الإعلام من الوسائل المهمة والمتوفرة بسهولة في المنطقة، وإذا كانت عندنا قناة وإذاعة ومجلة سنقوم بالوعظ والدعوة الإسلامية بشكل أسهل، وإذا كان عندنا إمكانية أن نؤسس إذاعة دينية للمشيخة الإسلامية في المدن الثلاثة، فهذا سيكون عظيمًا جدًّا.

ونحن نتمنى في المستقبل أن نفتح مركزًا ثقافيًّا جديدًا، ونحن عندنا صفحة للمشيخة الإسلامية على شبكة الإنترنت، كل هذه الأمور نبذلها ولكن لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ونحن نأمل أن نعمل أكثر ويفتح الله علينا.

 ** نأمل تسليط الضوء على دور الجمعية الثقافية الخيرية "معرفة"؟

- حقيقة الجانب الثقافي في بريشيفا بويانوفاتس ومدويجا -للأسف- مفتقد لأسباب كثيرة منها تواجدنا كأقلية ألبانية في وسط صربي وإن كان الوضع القانوني ككانتونات يحمل جانب الاستقرار النسبي.

لكن المنطقة طاردة لصعوبة الوضع الاقتصادي -كما ذكرت- ونأمل أن نستطيع إيجاد عوامل جذب للاستثمار تشجع الشباب المسلم على البقاء والعمل وتأمين الحياة الكريمة.

 فكرنا في إيجاد وضع ثقافي يحمينا من التغريب الذي نخضع له رضينا أم أبينا؛ فالروافد -للأسف- التي تأتينا غير إسلامية ولا تعين على دعم الوازع الديني لدي الأبناء، فقمنا بتأسيس الجمعية الثقافية الخيرية معرفة لملء الفراغ الموجود بسبب أجواء الحرب، والمؤثرات الغربية.

هذه الجمعية بدأت العمل في حقبة التسعينيات من القرن الماضي باسم جمعية "سامي فراشي"، وفي العام 2000م تدخلت قوات الناتو في كوسوفا، فاضطررنا لتغيير اسم الجمعية إلى الجمعية الثقافية الخيرية "معرفة"، وتم تسجيل الاسم في وزارة العدل الصربية.

 وأهم الأنشطة التي قامت بها الجمعية: تقديم المساعدات لمهاجري البوسنة في الحرب التي اندلعت 1992- 1995م من الذين هاجروا على بريشيفا، ومهاجري كوسوفا، ومقدونيا خلال سنوات الحرب 1998- 2001م، كما قدمت الجمعية مشروعًا لذبح الأضاحي وتوزيعها على المحتاجين، بدءًا من العام 1998م؛ مما ترك أثرًا كبيرًا على المسلمين.

 كما نقدم الخدمات الثقافية التي تعد هدفًا رئيسًا للجمعية، فنقيم أنشطة صيفية لتحفيظ القرآن الكريم لأبناء المسلمين، كما تقوم الجمعية بتدريس سيرة الرسولكقدوة للكبار والصغار، وأيضًا ندرس حياة الصحابة.

وقمنا بعمل مسابقة في الرياضيات بالاشتراك مع نادي بيتاجوريا وتوزيع الجوائز على الفائزين، وقمنا في نهاية البرنامج الصيفي برحلة خلوية، وعمل حفل إفطار للشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية من مدينتي بريتشيف وبويانوفاتس.

المصدر: موقع إسلاميات